الملاكم

الملاكم

في حي بسيط كان عايش عمرو، الشاب الطموح والملاكم الموهوب، كان بيحلم إنه يبقى بطل في رياضة المصارعة، وكان الناس في الحي كلهم فخورين بيه.

عمرو كان معروف بقوته وشجاعته، ودايمًا كان بيحضر للنزالات كويس.

قد يعجبك ايضا

كل واحد في الحي كان يعرف إن عمرو هو اللي هيغير التاريخ ويبقى فخر للجميع.

وفي يوم من الأيام، كان عمرو عنده نزال مهم جدًا، والكل كان مستني يشوفه وهو بينافس على البطولة.

نزل عمرو الحلبة، والناس كلها كانت بتشجعه، والكل كان حاسس إنه اليوم ده هو يومه.

بدأ النزال وعمرو كان متفوق على خصمه، وبيــ*ضــ*ر*ب بقوة وسرعة، وكان واضح إنه هيفوز.

لكن في لحظة غدر، وقع عمرو على الأرض بعد ما خصمه اداله ضــ*ر*بة قوية على راسه.

الناس كلها اتخضت، والدنيا اتقلبت في الحلبة، وجري المدرب والدكاترة عليه بسرعة، وشالوه على النقالة، ونقلوه للمستشفى.

الكل كان مستني يعرف الأخبار، وكان فيه صمت رهيب في الحلبة ومحدش كان مش مصدق اللي حصل.

مرت أيام وعمرو في العناية المركزة، وأهله وصحابه كانوا دايمًا حواليه، وبيصلوا ويدعوله يقوم بالسلامة.

بعد اسبوع، خرج عمرو من الغيبوبة، بس الأخبار كانت صادمة، لإن الدكاترة قالوا إنه مش هيقدر يرجع للمصارعة تاني، وإنه محتاج فترة طويلة من العلاج الطبيعي.

عمرو كان في حالة صدمة، وكل أحلامه وطموحاته راحت في لحظة، وكان بيبص لنفسه في المراية ومش مصدق إنه بقى ضعيف كده، وحس إنه خسر هويته وكل حاجة كان بيحارب عشانها.

والدته حاولت تشجعه وقالتله: يا ابني القوة الحقيقية مش بس في الجسد، دي كمان في العقل والروح.

مرت الشهور وعمرو كان بيحاول يتعافى، وكان بيعمل جلسات العلاج الطبيعي بانتظام، بس الألم النفسي كان أكبر بكتير من الألم الجسدي، وكان بيشوف زمايله في الحلبة وهما بيتمرنوا، وبيحس بالحسرة والقهر، بس بردوا كان فيه جوة قلبه شعلة صغيرة من الأمل، وكان حاسس إنه ممكن يلاقي طريق جديد لحياته.

وفي يوم قرر عمرو إنه يروح الحلبة ويشوف التمرين، والناس هناك كانوا فرحانين إنهم شافوه، والكل كان بيحاول يرفع من روحه المعنوية.

وجاله مدربه القديم كابتن حسن وقاله: عمرو، أنا عارف إنك بطل ومش لازم تكون في الحلبة عشان تكون بطل، فيه طرق تانية كتير تقدر تساهم بيها وتساعد الناس.

الكلام ده كان نقطة تحول في حياة عمرو، وبدأ يفكر في إزاي يقدر يستخدم خبرته ومهاراته في حاجة مفيدة.

قرر إنه يبدأ يدرب الشباب الصغيرين في الحي، ويعلمهم فنون المصارعة ويعلمهم قيمة الإصرار والصبر.

عمرو فتح نادي صغير في الحي، وبدأ يجمع فيه الشباب اللي عندهم شغف بالرياضة، وكان بيدربهم بحب وكان دايمًا بيحكي ليهم قصته ويقولهم: الضــ*ربة اللي ما تموتكش تقويك.

الشباب كانوا شايفين عمرو مثل أعلى ليهم، وكانوا بيحترموا صبره وقوته النفسية.

مرت السنين وعمرو بقى معروف في الحي وفي أماكن كتير إنه مدرب متميز، والنادي بتاعه كبر وبقى فيه أبطال كتير طالعين من تحته، كان بيحس بالسعادة والفخر وهو بيشوف تلاميذه بيحققوا النجاحات اللي كان بيحلم بيها.

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
nour nagey
nour nagey