
خسائر النفط سجلت انخفاضًا ملحوظًا هذا الأسبوع، حيث أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 72.94 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 68 دولارًا. تأتي هذه الخسائر في ظل تباطؤ نمو الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكيْن عالميًا، مما أثر سلبًا على أسعار النفط. رغم ذلك، ساهمت تخفيضات الإمدادات التي تنفذها مجموعة أوبك+ في الحد من الانخفاض. في هذا المقال، نستعرض أسباب التراجع، ودور أوبك+، وتداعيات الصراع الروسي الأوكراني على الأسواق.
أسباب تراجع أسعار النفط عالميًا
شهدت أسعار النفط تراجعًا نتيجة تباطؤ الطلب في الأسواق العالمية. الولايات المتحدة والصين، اللتان تمثلان أكبر اقتصادين ومستهلكين للطاقة، شهدتا انخفاضًا في استهلاك الوقود. هذا التباطؤ يأتي مع توقعات النمو الاقتصادي البطيء في الدولتين، حيث أدى إلى ضغط كبير على الأسعار.

فيديا فارماسوتيتشي تتجه للحصول على أصول سانوفي في مصر

الكهرباء تستعيد 5.8 مليار جنيه من مخالفات سرقة التيار 2024

موعد نزول الضمان الاجتماعي 1445 وحقيقة تبكير صرفه للمستفيدين
من جهة أخرى، عززت عوامل مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في بعض الدول الكبرى من ضعف الطلب على الوقود، ما أدى إلى تقليل استهلاك الصناعات والمستهلكين الأفراد. ورغم هذه الضغوط، حافظت مجموعة أوبك+ على سياسات تقليص الإمدادات لموازنة السوق ومنع انهيار أكبر في الأسعار.
دور مجموعة أوبك+ في توازن السوق
لعبت مجموعة أوبك+ دورًا محوريًا في محاولة الحد من خسائر النفط العالمية. المجموعة، التي تضم دول أوبك وروسيا وحلفاء آخرين، قررت تخفيض إنتاج النفط تدريجيًا على مدى عامي 2024 و2025.
تضخ أوبك+ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، وقراراتها تؤثر بشكل مباشر على الأسعار. مع ذلك، تأتي هذه التخفيضات بحذر شديد لتجنب إثارة قلق الأسواق، خاصة مع استمرار ضعف الطلب العالمي. هذا النهج المتوازن ساعد على إبقاء أسعار النفط من الانزلاق إلى مستويات أدنى رغم التحديات.
تأثير الصراع الروسي الأوكراني على أسعار النفط
ساهم الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا في زيادة تعقيد سوق النفط العالمية. أعلنت أوكرانيا استهداف مستودع نفط روسي في منطقة روستوف، مما أثار مخاوف جديدة بشأن استقرار الإمدادات الروسية، التي تمثل جزءًا كبيرًا من صادرات النفط العالمية.
من جهة أخرى، صرحت وزارة الدفاع الروسية بأنها أسقطت صواريخ أوكرانية واستهدفت منشآت عسكرية تابعة للجيش الأوكراني. هذه التوترات أثرت على معنويات المستثمرين في أسواق النفط، حيث تسود المخاوف من تصعيد قد يعطل الإنتاج أو الإمدادات.
تأثير تقلبات السوق على المستهلكين
انعكست تقلبات سوق النفط على المستهلكين في شكل تغيرات في أسعار الوقود. انخفضت الأسعار في بعض الدول بسبب ضعف الطلب، لكنها ظلت مرتفعة نسبيًا في دول أخرى نتيجة لسياسات الإنتاج المحدود التي تتبعها أوبك+.
في الولايات المتحدة، تأثرت أسعار البنزين والديزل بانخفاض الطلب الصناعي. بينما في الأسواق الآسيوية، ظل الطلب مستقرًا نسبيًا بسبب ارتفاع وتيرة النشاط الصناعي في بعض الدول النامية، مما جعلها أقل عرضة للتقلبات العالمية.
مستقبل أسعار النفط في ظل الظروف الراهنة
تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط قد تشهد استقرارًا نسبيًا في الفترة المقبلة، مع استمرار أوبك+ في تنفيذ تخفيضات الإنتاج وزيادة طفيفة في الطلب مع بداية عام 2024.
إلا أن هذا الاستقرار يعتمد على عدة عوامل، منها مدى تعافي الاقتصاد العالمي، وسياسات الطاقة المستدامة، والتطورات الجيوسياسية خاصة في منطقة شرق أوروبا. ورغم التحديات، تبقى الأسواق تترقب أي إشارات جديدة قد تعيد تشكيل المشهد النفطي.